*"غموض خلّاق" يلفّ أكثر النوّاب السنّة... وبيئاتهم صديقة لفرنجية* *رضوان عقيل* أفرزت #الانتخابات النيابية خريطة سياسية واضح

عاجل

الفئة

shadow
*"غموض خلّاق" يلفّ أكثر النوّاب السنّة... وبيئاتهم صديقة لفرنجية*

*رضوان عقيل*

أفرزت #الانتخابات النيابية خريطة سياسية واضحة في الانتخابات النيابية على مستوى كل الطوائف ما عدا حال النواب #السنة الـ27 الذين توزعوا على مشارب مختلفة مع حلول وجوه وخيارات جديدة في ساحة النجمة من صفوف هذا المكوّن على عكس الطوائف الأخرى التي حافظت على ممثلي أحزابها وأقطابها المعروفين عند الشيعة أولاً الى المسيحيين والدروز حيث لم تحصل مفاجآت كبيرة عند الطوائف الأخيرة. ويرجع السبب في التبديلات السنية الى عزوف الرئيس سعد الحريري عن المشاركة في تلك الانتخابات فضلاً عن الرئيس نجيب ميقاتي. وتكثر التحليلات اليوم عند الدخول في عدد النواب السنة و"تشريح" اتجاهاتهم والغوص في الرقم الذي سيحصل عليه المرشح سليمان فرنجية ومن سيقترع له منهم، وهذا ما سيظهر في جلسة الانتخاب المقبلة عندما يحدد الرئيس نبيه بري موعدها وهو يرى في فرنجية الأكثر حضوراً في بورصة المرشحين وصاحب الحظ الأوفر للوصول إلى قصر بعبدا. وعندما يلمس حقيقة وجود مرشحين جديين أو أكثر لن يتأخر في الدعوة الى هذه الجلسة المنتظرة مع سعيه الى عدم تكرارسيناريو الجلسات الـ11 السابقة. ويمكن توزيع نواب الطائفة على الشكل الآتي حيال من يؤيّد فرنجية ومن يعارضه ومن ينتظرحصول تبدّلات في هذه المشهدية لاتخاذ الأجوبة الحاسمة في صندوق الاقتراع.

- النواب المضمونون في التصويت له هم: قاسم هاشم، ينال الصلح وملحم الحجيري، حسن مراد، فيصل كرامي، جهاد الصمد، عدنان طرابلسي وطه ناجي.

- يتم التوقف طويلاً عند أعضاء تكتل "الاعتدال الوطني": وليد البعريني، محمد سليمان، أحمد الخير وعبد العزيز الصمد. ويمون على هذه المجموعة الحريري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. وتربط هؤلاء علاقة جيدة مع فرنجية وإن لم يعلنوا في شكل مباشر تأييدهم له ولا يضعون فيتو في وجهه، مع التوقف عند النائب كريم كبارة الذي تربط والده علاقة ممتازة مع آل فرنجية.

- النائب محمد يحيى العضو في "لبنان القوي" لا يُستبعد أن يقترع لفرنجية حيث يختلف رأيه عن رئيس تكتله جبران باسيل.

- يتصدر بورصة المعارضين لفرنجية عضوا كتلة "تجدّد" فؤاد مخزومي وأشرف ريفي حيث يشكلان دعامة أساسية في ترشيح النائب ميشال معوض.

- لا يؤيد "التغييريون" فرنجية وهم وضاح الصادق، إبراهيم منيمنة، حليمة القعقور وياسين ياسين.

- إيهاب مطر يعمل بطريقة مستقلة من دون أن يحدّد هواه الانتخابي بعد وعلاقته جيدة مع دار الفتوى شأن نبيل بدر الذي لم يبد حماسة لانتخاب فرنجية.

- عماد الحوت لا يسير بفرنجية بسهولة ويمر بخلاف مع تنظيمه "الجماعة الإسلامية".

- بلال الحشيمي لا يخرج عن إرادة الرئيس فؤاد السنيورة.

- بلال عبد الله يلتزم بالقرار النهائي الذي يتخذه الحزب التقدمي الاشتراكي.

- نائبا صيدا أسامة سعد وعبد الرحمن البزري يغردان خرج أسراب الآخرين مع توقع انتخاب الأول لفرنجية عند حلول "ساعة الجد".

ويتم التطلع هنا الى موقف الحريري على أساس أنه يؤثرعلى عدد من النواب السنة وخصوصاً في الشمال حيث يدفعهم وإن بطريقة غير مباشرة إلى الاقتراع لفرنجية رغم إعلان الرجل وتثبيته لكل من يهمه الامر بأنه عزف فعلاً عن العمل السياسي وهذا ما يطبّقه بالفعل، لكن قلبه يبقى مع فرنجية.

وثمة نقطة ينبغي التوقف عندها وهي أن النائب السني أو غيره قبل الحديث لمن سيقترع يتم التدقيق في تأمينه النصاب وعدم المقاطعة فهو يوفر خدمة لفرنجية أو سواه حتى لو لم يقترع لأيّ من الأسماء المطروحة لأن المشاركة في تأمين حضور 86 نائباً تشكل حجر أساس لمن سيحصل على 65 صوتاً. ولم يعلن الكثيرون من السنة أنهم سيعمدون الى المقاطعة إن كانت ستؤدي الى انتخاب فرنجية على عكس الموقف الذي اتخذته "القوات اللبنانية" والكتائب والأحرار الى نواب مستقلين. ولم يدل أكثر "التغييريين" بأنهم سيعطلون نصاب أي جلسة انتخاب. وإلا فهم يخالفون اعتصام ملحم خلف ونجاة صليبا في المجلس. ولا يغيب عن بال السنة هنا الموقف النهائي للسعودية وتأثيرها على مزاج عدد لا بأس به من نوابهم إذا صدر "أمر عمليات" ضد فرنجية حيث سيلتزمون بهذه التعليمات، وقد يؤدي هذا الأمر الى صدور تصريحات إعلامية في هذا الشأن. وتقول شخصية سنية دينية إنه لا مشكلة من جهة المملكة مع فرنجية "بل إن العقدة تكمن عند حزب الله، وهو رجل عاقل، ويتعاطى مع الأمور بمرونة وموضوعية ولن يكون في حال انتخابه معادياً للجو العربي".

وفي عودة الى الوراء يتبيّن أن المزاج السني تاريخياً وخصوصاً في الشمال لم يصطدم مع آل فرنجية حتى في عز سنوات الحرب حيث تعود هذه العلاقات بين الجهتين الى أيام الرئيس سليمان الجد وحافظ عليها الحفيد. وعند استشهاد الرئيس رفيق الحريري كان فرنجية على رأس وزارة الداخلية في شباط 2005 ولم تخرج أصوات سنية غاضبة ضد العائلة في الشمال التي نجحت على مدار العقود الأخيرة في إرساء قواعد علاقاتها مع سنة طرابلس فضلاً عن الكورة والبترون وصولاً الى عكار. ولم تنقطع " شعرة معاوية" بين زغرتا وطرابلس وخصوصاً ما قبل اتفاق الطائف. واستمرت الى اليوم. ويقول وزير سني سابق هنا وهو من خارج الشمال إن آل فرنجية حافظوا على هذه "الخصوصية الشمالية" وجرى إبعادها عن الخلافات في أكثر من محطة قبل الحرب وبعد اتفاق الطائف. ولا يستبعد هنا إقدام نواب وخصوصاً في الشمال على الاقتراع لفرنجية ومنحه أصواتهم بعد الخروج من مرحلة "الغموض الخلّاق".

وفي ساعة الحقيقة الانتخابية ستحضر مصالح كل نائب سني أو غيره، ولا سيما من غير الحزبيين لتحديد مسار مصالح علاقته ومستقبله السياسي مع العهد المقبل. وقد يحضرعامل المال في الانتخابات الرئاسية حيث شهدت أكثر من دورة عمليات دفع أموال لم يعلن عن أصحابها بالطبع. ولم تنجُ انتخابات 1970 التي جاءت بسليمان الجدّ الى الرئاسة بفارق صوت واحد على الياس سركيس من دفع أموال لعدد من النواب المتأرجحين في خياراتهم الذين يستغلون هذا الاستحقاق لتأمين حملاتهم الانتخابية في دورات مقبلة.
هل يحضرالمال في الانتخابات المنتظرة؟

الناشر

1bolbol 2bolbol
1bolbol 2bolbol

shadow

أخبار ذات صلة